ضخ اعلامي وتكهنات حول مفاوضات يمنية سعودية لوقف الحرب وسط صمت الطرفين وهدوء نسبي في جبهات القتال
8 مارس، 2016
1٬289 8 دقائق
يمنات – صنعاء – خاص
تداولت وسائل اعلام أنباء عن مفاوضات مباشرة بين اطراف يمنية و السلطات السعودية، على نطاق واسع، خلال الساعات الماضية.
و حسب ما أوردته وسائل الاعلام، فإن مفاوضات تجري في منطقة حدودية بين البلدين، قالت بعض المصادر، إنها في منطقة حدودية بمديرية مجز التابعة لمحافظة صعدة الحدودية.
و تداولت الأنباء وسائل اعلام محسوبة على المعسكر اليمني الموالي لـ”الرياض” و وسائل اعلام قريبة من المؤتمر الشعبي العام.
و لم يشر اعلام المؤتمر و الاعلام التابع لرئيسه “صالح” لتلك المفاوضات، في حين لم يتناول ذلك اعلام انصار الله.
اعلام الطرف اليمني الموالي لـ”الرياض” اعتبر المفاوضات استسلام من قبل أنصار الله و الرئيس السابق، اللذان يخوضان حربا مع السعودية و المواليين لها في الداخل اليمني، منذ حوالي عام. في حين أشار الإعلام المقرب من المؤتمر، إلى المفاوضات، و أن قيادات مؤتمرية و أخرى من أنصار الله، تشارك فيها إلى جانب وفد سعودي.
ضخ الخبر عن طريق اعلام الطرف اليمني الموالي لـ”الرياض” يدحض مصداقيته إلى حد ما، و يعتبره البعض مجرد مكايدات سياسية، لكن ايراده عن طريق الاعلام المقرب من المؤتمر فيه إشارة إلى شيء ما يدور خلف الكواليس، و قد يكون النشر، محاولة لإجهاض مشروع يجري مناقشته في هذا الجانب، إن لم يكن ما يدور حقيقة.
الأنباء المتداولة، لم يتم تأكيدها من قبل انصار الله و المؤتمر، و السلطات السعودية. كما لم تؤكدها مصادر مستقلة، ما يجعل الحديث عنها مجرد تسريبات اعلامية.
و جاء الحديث عن المفاوضات، بعد أكثر من شهرين من تأكيد “صالح” على رفضه التفاوض مع حكومة “هادي”، و فتح تفاوض مباشر مع السعودية، و هو ما رفضته “الرياض” آنذاك.
أنصار الله رفضوا جولة جديد من التفاوض، مشترطين للمشاركة فيها، وقف العدوان.
السعودية هي الأخرى، أكدت على لسان مندوبها في الأمم المتحدة، عقب جلسة في مجلس الأمن، أن الحل السياسي هو الحل الوحيد في اليمن، لكنه اشترط تنفيذ القرار الأممي 2216، منوها لعدم الحاجة لقرار أممي جديد.
تصريحات السفير السعودي هذه، جاءت عقب تصريحات لرئيس مجلس الأمن عن مشاورات لإصدار قرار جديد بشأن اليمن.
كما أن تصريحات السفير السعودي، جاءت عقب انتقادات حادة تعرضت لها السعودية من قبل منظمات و هيئات دولية حول انتهاكاتها في اليمن.
عدم نفي تلك الأنباء أو تأكيدها من قبل الطرف اليمني (المؤتمر و أنصار الله) حتى الآن، ساهم في استمرار الضخ الإعلامي و التكهنات. خاصة مع زيارة المبعوث الأممي ولد الشيخ إلى الرياض.
قيادات من انصار الله و المؤتمر، كانت قبل أسابيع في العاصمة العمانية، مسقط، و التقت هناك بالمبعوث الأممي، غير أنه لم يعلم عودتها إلى صنعاء.
بعض وسائل الاعلام التي روجت لخبر المفاوضات، أشارت إلى وجود محمد عبد السلام، ناطق انصار الله، ضمن الوفد الذي توجه لمفاوضة السلطات السعودية، غير أنه لم يتم تداول أنباء عن عودة عبد السلام من مسقط.
الحديث عن التفاوض اليمني السعودي، في الوقت الحالي، يأتي في وقت خفت فيه حدة المواجهات في كثير من الجبهات، ابرزها الجبهة الأكثر أهمية “نهم” إلى الشرق من العاصمة صنعاء، و جبهات الحدود، التي تشهد هدوء منذ حوالي اسبوع.
تأكيد أو نفي المفاوضات، في يد الطرفين اللذان روج انهما يتفاوضان، و استمرار سكوتهما سيطلق العنان للتكهنات و الضخ الاعلامي.